لعل عقارب الساعة تتجه إلى بدء فصول جديدة في حياة الأسرة, و يبدو أن بوصلة التغيير اتخذت منحاً جديداً هذه المرة , و لكنه لنفس الهدف المحدد بدقة و هي المرأة , فبعد أن كنا نشكوا غزو الروايات الغرامية الفاتنة لعقول الفتيان و الفتيات قبل الزواج , فاليوم نشكو موجة الرومانسية المبالغ فيها – أشدد و أكرر على المبالغ فيها - لعقول المتزوجين من الأزواج و الزوجات , فدخلت معهم في قفصهم الذهبي و جعلته أغلال من حديد , وركاماً من خراب .
أيها الكرام :
دعوني أحدثكم حديث النفس للنفس , و دعوني أضع المشرط على الجرح , و نعالج الأمر قبل أن يستفحل و يستحيل الحل , فاليوم الدواء هو العلاج , و غداً آخر العلاج الكي, و هي مرحلة محزنة فآمل أن لا نصل إليها , فهل تعطونني بعض وقتكم , و ترعونني سمعكم لأخبركم بما توصلت إليه بعد بحث و استطلاع لكثير من الأمر, فإن رأيتموني على رشاد و صواب فانثروا مافي كنانتكم من غزير علمكم , و إن رأيتموني على ظلال , فأسأل الله الغفران , و أعلموا أنما أنا عبد فقير مجتهد ,و بحاجة دعواتكم و توجيهاتكم , فلا تبخلوا علينا من زائد فضلكم و علمكم .
في البداية لست ممن يحارب الحياة الرومانسية في الحياة الزوجية , بل بنظري هي عيشة هنيئة , و مطلب ضروري لتذوق طعم السعادة , و لقد كتبت هنا أو هناك مواضيع عدة عن الأفكار الرومانسية , و لكن بعد طول تفكر و تأمل لاحظت أن بعض ممن اتخذوا هذا المنهج و تبنوه جعلوه هو قمة السعادة الزوجية , بل أن كامل السعادة بين ثناياه , و أن كل السرور بتطبيق تلك الحياة , و بدؤوا يصبغونها بأصباغ وردية هي أقرب إلى الأحلام , و ينشرون عبقها الفواح على مداد الأيام , فتارة بطرق جديدة لتشكيل الحياة الزوجية بصورة غريبة , و تارة بالتنويع و التغيير بصورة هشة رقيقة , و مرة أخرى بأحلام فاتنة تجعل القلب يطرب و يتراقص مع حلمه الذي يبنيه من ورق . و ليس هذا مصدر الألم فقط و مكمن الخلل , و موطن الخوف , و لكن كل الخوف أن يستيقظ المسكين الباحث عن الحلول فيجد أن أحلامه قد تبددت , و أن المشاكل التي يطلب لها الحل قد تعقدت , و أن النفس التي يريد أن يصبغها بالألوان الوردية قد أظلمت , و أن الكآبة حلت مكان الطمأنينة , و أن التعاسة قد أكلت من صفحات السعادة , فيذهب يمنة تارة و يسرة تارة , فلا هو تمسك بطريقه , و لا هو نجح في علاج حالته . لذا وجب أن أقول لأحبابي و أصحابي نقاط عبر سطور ليأخذوا الحذر و الحيطة و ذلك عندما يدخلون مواقع الإنترنت التي تتكلم عن هذه الموضوعات عبر كتَاب ليس لديهم الخبرة الكاملة أو أقل التجربة , و من أناس هم أقرب إلى العامة من أهل الأختصاص و الدراية ,و أقول لهم ايضاً أن تلك الكتب و الكتابات بدأت تنتشر على رفوف المكتبات أيضاً بل انتشرت بالدور انتشار النار بالهشيم .
1. الكتَاب مهما علت حروفهم و مهما بلغت بلاغتهم فهذا لا يخولنا أن نسلم أرقابنا لهم , فإن الله سبحانه و تعالى أعطانا العقول التي نحكم فيه على المتشابه من القول إذا كانت من أمور الحياة العامة , و أعطانا التجربة و الخبرة التي تمحص لنا مابين السطور و تفحص لنا الصحيح من القول , فليس كل من زين حرفه , و جمل سطوره , و ألبسها المحسنات البلاغية , فليس لزاماً علينا أن نذعن له تاركين الحكم للقلوب و العواطف . بل يجب أن نعلم أنه قد يكتب من خلال الإنترنت في مجال الحياة الزوجية صاحب قلم بديع , و لكن هو شاب غير مجرب , أو يكون شاب متزوج و لكن ليس لديه خبرة كافية , أو رجل رشيد و لكن يبني أحلامه عبر كتاباته , أو مصلح يريد إرشاد الناس و لكن ببناء قلاع من الأحلام , أو مربي فاضل و لكن من بيئة مختلفة , أو إنسان مجتهد و لكن جانبه الصواب , أو إنسان ناصح و لكنه من كتب الغرب ناقل و ناسخ . فكل هؤلاء يكتبون فهل نأخذ منهم جميعاً . أعتقد أن الحكم لديكم واضح .
2. كذلك هل توافقونني الرأي أن لتربيتنا و بيئتنا التي نشأنا فيها الشيء الكثير في التحكم بطباعنا و سلوكنا و من بعدها تصرفاتنا و نمط حياتنا , فليس من المعقول أن مانسجه الأهل و الآباء عبر سنوات عدة من خلال تربيتهم المتكتمة و التي اجتهدوا بها أن ننساه في يوم و ليلة أو نستطيع أن نتجاوزه عبر أيام معدودة . فهذه العادات التي طبعتها الأيام و السنون تحتاج لدهر آخر حتى تمحوا الأثر الذي أبقته تلك السنون في قلوب المتلقين . و كذلك اختلاف البيئات التي يعيش بها الإنسان العربي تجعل الحديث العام لكل الشرائح فيه شيء من الصعوبة , فما يناسب هذا القطر لا يناسب قطر آخر , و ما يقبله أناس هنا لا يتقبله أناس هناك , فالمشارب مختلفة و إن كانت النفوس متقاربة . فحري بنا أن يتم التعامل بدقة مع البناء الأولي للنفس العربية بما يتلاءم مع طباعها و عاداتها و تقاليدها و بيئتها .
3. عند اختلاف النمط في التفكير , و درجة تقبل بعض الصور الرومانسية بين الزوجين , فقد يسبب اضطراب في المعيشة و خلل في التوافق العقلي بينهم , لذا فيجب أن يكون الزوجان على نفس الخط , و نفس المنهج , ولابد أن يكونا متوافقين و متناسقين في كل أمر من أمور و متطلبات الحياة الرومانسية حتى تنجح و تكتمل تلك الصور . و إلا إن محاولة رسم تلك الصور سوف تبؤ بالفشل , أو قد تهدم العش الآمن و تتحول إلى صراع من أجل الإقناع .
4. كذلك اختلاف الرغبات و تنوع المزاج في جزئيات الحياة الزوجية , يجعل الذي تحبه أنت و بشدة, قد لا يرى الطرف الثاني له أي قيمة و العكس صحيح, لذا كيف نسير و نوفق بين رغباتنا و رغبات الطرف الثاني. فالأمر يحتاج تأمل و فحص لرغبات الطرفين حتى تنجح تلك الصور . و يحتاج إلى صبر و حنكة حتى تصل إلى رغبات الطرف الثاني و بدقة . و عند الفشل بالوصول إلى مايحب صاحبك على الطرف الآخر , قد يجعل هناك تشويش في الفكر و إحساس بعدم التفاهم بين الجانبين , رغم أن المشكلة تكمن ببساطة على أمزجة لا يمكن أن نغيرها و لا يستحسن أن نقنع الطرف الآخر بما لا يهواه أو يتقبله .
5. إن الحياة الرومانسية الحديثة تتطلب كثرة الاطلاع و البحث عن كل جديد , و لكن كيف التعامل مع الطرف الآخر الذي ليس لديه رغبة البحث ؟ أو غير قادر على البحث ؟ أو أن أحد الطرفين ممن لا يحبون القراءة ؟ هذه مشكلة أخرى تجعل هذا الطرف يستغرب التغير بتصرفات الشخص الذي يحاول تطبيق تلك الصور , و يجعل الطرف المجتهد يصاب بإحباط عندما يحس بعدم التجاوب مع جهوده من أجل الوصول لتلك السعادة المكتوب عنها . وهذا الإحباط كفيل بإحباط العش الهادئ الحالم .
6. هناك مشكلة تحدث في كثير من الحلول الرومانسية , ذلك بأنها تهتم بهدف إشباع الرغبات الزوجية داخل جدران غرفة النوم و تفصل بينها و بين كافة شؤون الحياة, لذا فقد تنجح هناك , و لكن قد تكدر عليها مشاكل أخرى من خلف الأسوار , و كذلك إن التركيز على هذا الجانب و في تلك الحدود الضيقة , يجعل المرء ينسى جوانب و مميزات عدة في الطرف الآخر , و ممكن أن يخفى عليه جوانب إيجابية أهم و أعلى في شريك عمره , و لعل حديث الرسول صلى الله عليه و سلم خير قائد لنا في هذا المجال ,فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " أو قال : " غيره " رواه مسلم .
7. إن المتمعن في الحياة بشكل عام , يعلم أن فيها السعادة و التعاسة , و أن وتيرتها لا تسير على نسق واحد , لذا يجب أن نعلم أن ما نقرؤه أو نجده عبر الكتابات قد يصلح اليوم و لا يصلح لغد , أو يستحسن في زمن و يجب أن نتجنبه في زمن آخر , لذا فإن اختيار الأوقات المناسبة للتجاوب مع تلك الصور الرومانسية هو شيء مهم و ضروري لتقبلها و التجاوب معها من الطرفين .
8. و من المشاكل التي أراها أن الصور الرومانسية لم تفرق بين الأعمار , و لم تراعي النفسيات , و لم تهتم بالبيئات , و هذا خطأ قد ينجم عنه كوارث , أو أخطاء فادحة لا يمكن أن نتجاوزها .
9. أن العمل في البيت للزوجة , أو الخروج للحياة العملية للطرفين , قد يضيق على الأزواج أن يتأقلموا أو أن يفوا بتلك المتطلب الرومانسية , لذا فيجب الانتباه أن ضغط الحياة و قسوة العمل قد تشكل نفسيات الأزواج بشكل ما , فحري بنا أن ننتبه لهذا فإن ما يكتب ليس مناسب في كل وقت و حين , أو أنه واجب يجب أن يتمم في كل يوم و بعيداً عن دراسة الحالة النفسية للطرف الآخر و مدى تقبلها و استعدادها لعيش تلك الصور .
10. في الحياة أولويات و هذه الأولويات ترتب نفسها إما بشكل إلزامي , إما بحسب متطلبات العباد لرب العباد , أو متطلبات الحياة الاجتماعية , أو متطلبات العمل داخل البيت و الحياة الأسرية و المشاغل التي تحفها يوميا من كل جانب , لذا لا تغرق أنفسنا بهذه الصور و ننسى صور أهم و أجل .
11. باعتقادي أن السعادة لها ركائز و أعمدة و أطناب لا تقوم خيمتها إلا بتكاملها , و الذي أجده أن الرومانسية التي نجدها في كثير من أماكن النشر إنما هي تعالج ركناً واحداً فقط , و لأسف قد غفلت عن أركان أخرى , أو أهملت مقومات أخرى للسعادة , فعلاقة العبد مع ربه , و علاقته مع أهله أمه و أبيه , و علاقته مع أخوته و جيرانه و أهل حيه هي ركائز أخرى للسعادة , لذا يجب أن يكون لدينا قناعة أن السعادة تكاملية بين عدة مواهب للعلاقات الشخصية لمن حولك من الناس , وهي أيضاً موهبة التعرف على ما يحب و يعشق الناس , و كيف التواصل معهم ؟ و كيف التعرف على طباعهم ؟ و من ثم التعامل معها . فعندما نتكلم على أن كل السعادة هو في تطبيق الرومانسيات فحتماً أن هذا خلل عظيم و إقصاء لعوامل أخرى مهمة أو تكاد تكون هي أكثر منها أهمية .
12. لا يفهم من العروض المنتشرة للرومانسية و تطبيقاتها أن تكون العلاج الناجح لكل هموم المتزوجين , بل لا يفهم أن تؤخذ على أنها وصفة سحرية سريعة المفعول تصيب الهدف و بقوة , بل يحسن بنا أن نتعامل معها على أنها قد تناسب أناس و لا تناسب آخرين , و تنعكس بالإيجاب على أزواج و بالسلب على آخرين , و أنها قد تحل جزئية و لكن لا تجد حلاً كاملاً لمشكلة زوجية , إنها ملطف للجو و ليست معالجة لحالة التلوث التي يعيشها الزوجان حال وقوع مشكلة , فالحلول الرومانسية هي حلول جميلة لطيفة لكنها ليست بالقوة التي تجعلها تقف صامدة أما عواصف المشاكل العاتية التي تفوق طاقتها و قدرتها , فيجب أن نحكم عقولنا بما يناسبنا قبل أن نقع في فخ الفشل و نحن نريد الإصلاح .
13. معظم النساء عاطفيات , و هذا بعكس الرجال وهم من يميل للجانب العقلي الواقعي , و لكن قد لا تنطبق هذه القاعدة على الجميع فقد تجد المرأة أن زوجها عاطفي و يميل للحياة العاطفية , لذا فعليها أن تعطيه ما يناسبه و بقدره . و كذلك قد تكون المرأة تميل للواقعية و بعيدة عن العاطفية , فلذا فإن أغلب الحلول و العروض الرومانسية هي قد صيغت بشكل يناسب المرأة العاطفية و التي توافق طبيعتها , فهنا يجدر بالزوج أن يحورها بما يناسب زوجته التي تختلف عن الفتيات الأخريات داخل تلك الحلول .
أيها الكرام :
دعوني أحدثكم حديث النفس للنفس , و دعوني أضع المشرط على الجرح , و نعالج الأمر قبل أن يستفحل و يستحيل الحل , فاليوم الدواء هو العلاج , و غداً آخر العلاج الكي, و هي مرحلة محزنة فآمل أن لا نصل إليها , فهل تعطونني بعض وقتكم , و ترعونني سمعكم لأخبركم بما توصلت إليه بعد بحث و استطلاع لكثير من الأمر, فإن رأيتموني على رشاد و صواب فانثروا مافي كنانتكم من غزير علمكم , و إن رأيتموني على ظلال , فأسأل الله الغفران , و أعلموا أنما أنا عبد فقير مجتهد ,و بحاجة دعواتكم و توجيهاتكم , فلا تبخلوا علينا من زائد فضلكم و علمكم .
في البداية لست ممن يحارب الحياة الرومانسية في الحياة الزوجية , بل بنظري هي عيشة هنيئة , و مطلب ضروري لتذوق طعم السعادة , و لقد كتبت هنا أو هناك مواضيع عدة عن الأفكار الرومانسية , و لكن بعد طول تفكر و تأمل لاحظت أن بعض ممن اتخذوا هذا المنهج و تبنوه جعلوه هو قمة السعادة الزوجية , بل أن كامل السعادة بين ثناياه , و أن كل السرور بتطبيق تلك الحياة , و بدؤوا يصبغونها بأصباغ وردية هي أقرب إلى الأحلام , و ينشرون عبقها الفواح على مداد الأيام , فتارة بطرق جديدة لتشكيل الحياة الزوجية بصورة غريبة , و تارة بالتنويع و التغيير بصورة هشة رقيقة , و مرة أخرى بأحلام فاتنة تجعل القلب يطرب و يتراقص مع حلمه الذي يبنيه من ورق . و ليس هذا مصدر الألم فقط و مكمن الخلل , و موطن الخوف , و لكن كل الخوف أن يستيقظ المسكين الباحث عن الحلول فيجد أن أحلامه قد تبددت , و أن المشاكل التي يطلب لها الحل قد تعقدت , و أن النفس التي يريد أن يصبغها بالألوان الوردية قد أظلمت , و أن الكآبة حلت مكان الطمأنينة , و أن التعاسة قد أكلت من صفحات السعادة , فيذهب يمنة تارة و يسرة تارة , فلا هو تمسك بطريقه , و لا هو نجح في علاج حالته . لذا وجب أن أقول لأحبابي و أصحابي نقاط عبر سطور ليأخذوا الحذر و الحيطة و ذلك عندما يدخلون مواقع الإنترنت التي تتكلم عن هذه الموضوعات عبر كتَاب ليس لديهم الخبرة الكاملة أو أقل التجربة , و من أناس هم أقرب إلى العامة من أهل الأختصاص و الدراية ,و أقول لهم ايضاً أن تلك الكتب و الكتابات بدأت تنتشر على رفوف المكتبات أيضاً بل انتشرت بالدور انتشار النار بالهشيم .
1. الكتَاب مهما علت حروفهم و مهما بلغت بلاغتهم فهذا لا يخولنا أن نسلم أرقابنا لهم , فإن الله سبحانه و تعالى أعطانا العقول التي نحكم فيه على المتشابه من القول إذا كانت من أمور الحياة العامة , و أعطانا التجربة و الخبرة التي تمحص لنا مابين السطور و تفحص لنا الصحيح من القول , فليس كل من زين حرفه , و جمل سطوره , و ألبسها المحسنات البلاغية , فليس لزاماً علينا أن نذعن له تاركين الحكم للقلوب و العواطف . بل يجب أن نعلم أنه قد يكتب من خلال الإنترنت في مجال الحياة الزوجية صاحب قلم بديع , و لكن هو شاب غير مجرب , أو يكون شاب متزوج و لكن ليس لديه خبرة كافية , أو رجل رشيد و لكن يبني أحلامه عبر كتاباته , أو مصلح يريد إرشاد الناس و لكن ببناء قلاع من الأحلام , أو مربي فاضل و لكن من بيئة مختلفة , أو إنسان مجتهد و لكن جانبه الصواب , أو إنسان ناصح و لكنه من كتب الغرب ناقل و ناسخ . فكل هؤلاء يكتبون فهل نأخذ منهم جميعاً . أعتقد أن الحكم لديكم واضح .
2. كذلك هل توافقونني الرأي أن لتربيتنا و بيئتنا التي نشأنا فيها الشيء الكثير في التحكم بطباعنا و سلوكنا و من بعدها تصرفاتنا و نمط حياتنا , فليس من المعقول أن مانسجه الأهل و الآباء عبر سنوات عدة من خلال تربيتهم المتكتمة و التي اجتهدوا بها أن ننساه في يوم و ليلة أو نستطيع أن نتجاوزه عبر أيام معدودة . فهذه العادات التي طبعتها الأيام و السنون تحتاج لدهر آخر حتى تمحوا الأثر الذي أبقته تلك السنون في قلوب المتلقين . و كذلك اختلاف البيئات التي يعيش بها الإنسان العربي تجعل الحديث العام لكل الشرائح فيه شيء من الصعوبة , فما يناسب هذا القطر لا يناسب قطر آخر , و ما يقبله أناس هنا لا يتقبله أناس هناك , فالمشارب مختلفة و إن كانت النفوس متقاربة . فحري بنا أن يتم التعامل بدقة مع البناء الأولي للنفس العربية بما يتلاءم مع طباعها و عاداتها و تقاليدها و بيئتها .
3. عند اختلاف النمط في التفكير , و درجة تقبل بعض الصور الرومانسية بين الزوجين , فقد يسبب اضطراب في المعيشة و خلل في التوافق العقلي بينهم , لذا فيجب أن يكون الزوجان على نفس الخط , و نفس المنهج , ولابد أن يكونا متوافقين و متناسقين في كل أمر من أمور و متطلبات الحياة الرومانسية حتى تنجح و تكتمل تلك الصور . و إلا إن محاولة رسم تلك الصور سوف تبؤ بالفشل , أو قد تهدم العش الآمن و تتحول إلى صراع من أجل الإقناع .
4. كذلك اختلاف الرغبات و تنوع المزاج في جزئيات الحياة الزوجية , يجعل الذي تحبه أنت و بشدة, قد لا يرى الطرف الثاني له أي قيمة و العكس صحيح, لذا كيف نسير و نوفق بين رغباتنا و رغبات الطرف الثاني. فالأمر يحتاج تأمل و فحص لرغبات الطرفين حتى تنجح تلك الصور . و يحتاج إلى صبر و حنكة حتى تصل إلى رغبات الطرف الثاني و بدقة . و عند الفشل بالوصول إلى مايحب صاحبك على الطرف الآخر , قد يجعل هناك تشويش في الفكر و إحساس بعدم التفاهم بين الجانبين , رغم أن المشكلة تكمن ببساطة على أمزجة لا يمكن أن نغيرها و لا يستحسن أن نقنع الطرف الآخر بما لا يهواه أو يتقبله .
5. إن الحياة الرومانسية الحديثة تتطلب كثرة الاطلاع و البحث عن كل جديد , و لكن كيف التعامل مع الطرف الآخر الذي ليس لديه رغبة البحث ؟ أو غير قادر على البحث ؟ أو أن أحد الطرفين ممن لا يحبون القراءة ؟ هذه مشكلة أخرى تجعل هذا الطرف يستغرب التغير بتصرفات الشخص الذي يحاول تطبيق تلك الصور , و يجعل الطرف المجتهد يصاب بإحباط عندما يحس بعدم التجاوب مع جهوده من أجل الوصول لتلك السعادة المكتوب عنها . وهذا الإحباط كفيل بإحباط العش الهادئ الحالم .
6. هناك مشكلة تحدث في كثير من الحلول الرومانسية , ذلك بأنها تهتم بهدف إشباع الرغبات الزوجية داخل جدران غرفة النوم و تفصل بينها و بين كافة شؤون الحياة, لذا فقد تنجح هناك , و لكن قد تكدر عليها مشاكل أخرى من خلف الأسوار , و كذلك إن التركيز على هذا الجانب و في تلك الحدود الضيقة , يجعل المرء ينسى جوانب و مميزات عدة في الطرف الآخر , و ممكن أن يخفى عليه جوانب إيجابية أهم و أعلى في شريك عمره , و لعل حديث الرسول صلى الله عليه و سلم خير قائد لنا في هذا المجال ,فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " أو قال : " غيره " رواه مسلم .
7. إن المتمعن في الحياة بشكل عام , يعلم أن فيها السعادة و التعاسة , و أن وتيرتها لا تسير على نسق واحد , لذا يجب أن نعلم أن ما نقرؤه أو نجده عبر الكتابات قد يصلح اليوم و لا يصلح لغد , أو يستحسن في زمن و يجب أن نتجنبه في زمن آخر , لذا فإن اختيار الأوقات المناسبة للتجاوب مع تلك الصور الرومانسية هو شيء مهم و ضروري لتقبلها و التجاوب معها من الطرفين .
8. و من المشاكل التي أراها أن الصور الرومانسية لم تفرق بين الأعمار , و لم تراعي النفسيات , و لم تهتم بالبيئات , و هذا خطأ قد ينجم عنه كوارث , أو أخطاء فادحة لا يمكن أن نتجاوزها .
9. أن العمل في البيت للزوجة , أو الخروج للحياة العملية للطرفين , قد يضيق على الأزواج أن يتأقلموا أو أن يفوا بتلك المتطلب الرومانسية , لذا فيجب الانتباه أن ضغط الحياة و قسوة العمل قد تشكل نفسيات الأزواج بشكل ما , فحري بنا أن ننتبه لهذا فإن ما يكتب ليس مناسب في كل وقت و حين , أو أنه واجب يجب أن يتمم في كل يوم و بعيداً عن دراسة الحالة النفسية للطرف الآخر و مدى تقبلها و استعدادها لعيش تلك الصور .
10. في الحياة أولويات و هذه الأولويات ترتب نفسها إما بشكل إلزامي , إما بحسب متطلبات العباد لرب العباد , أو متطلبات الحياة الاجتماعية , أو متطلبات العمل داخل البيت و الحياة الأسرية و المشاغل التي تحفها يوميا من كل جانب , لذا لا تغرق أنفسنا بهذه الصور و ننسى صور أهم و أجل .
11. باعتقادي أن السعادة لها ركائز و أعمدة و أطناب لا تقوم خيمتها إلا بتكاملها , و الذي أجده أن الرومانسية التي نجدها في كثير من أماكن النشر إنما هي تعالج ركناً واحداً فقط , و لأسف قد غفلت عن أركان أخرى , أو أهملت مقومات أخرى للسعادة , فعلاقة العبد مع ربه , و علاقته مع أهله أمه و أبيه , و علاقته مع أخوته و جيرانه و أهل حيه هي ركائز أخرى للسعادة , لذا يجب أن يكون لدينا قناعة أن السعادة تكاملية بين عدة مواهب للعلاقات الشخصية لمن حولك من الناس , وهي أيضاً موهبة التعرف على ما يحب و يعشق الناس , و كيف التواصل معهم ؟ و كيف التعرف على طباعهم ؟ و من ثم التعامل معها . فعندما نتكلم على أن كل السعادة هو في تطبيق الرومانسيات فحتماً أن هذا خلل عظيم و إقصاء لعوامل أخرى مهمة أو تكاد تكون هي أكثر منها أهمية .
12. لا يفهم من العروض المنتشرة للرومانسية و تطبيقاتها أن تكون العلاج الناجح لكل هموم المتزوجين , بل لا يفهم أن تؤخذ على أنها وصفة سحرية سريعة المفعول تصيب الهدف و بقوة , بل يحسن بنا أن نتعامل معها على أنها قد تناسب أناس و لا تناسب آخرين , و تنعكس بالإيجاب على أزواج و بالسلب على آخرين , و أنها قد تحل جزئية و لكن لا تجد حلاً كاملاً لمشكلة زوجية , إنها ملطف للجو و ليست معالجة لحالة التلوث التي يعيشها الزوجان حال وقوع مشكلة , فالحلول الرومانسية هي حلول جميلة لطيفة لكنها ليست بالقوة التي تجعلها تقف صامدة أما عواصف المشاكل العاتية التي تفوق طاقتها و قدرتها , فيجب أن نحكم عقولنا بما يناسبنا قبل أن نقع في فخ الفشل و نحن نريد الإصلاح .
13. معظم النساء عاطفيات , و هذا بعكس الرجال وهم من يميل للجانب العقلي الواقعي , و لكن قد لا تنطبق هذه القاعدة على الجميع فقد تجد المرأة أن زوجها عاطفي و يميل للحياة العاطفية , لذا فعليها أن تعطيه ما يناسبه و بقدره . و كذلك قد تكون المرأة تميل للواقعية و بعيدة عن العاطفية , فلذا فإن أغلب الحلول و العروض الرومانسية هي قد صيغت بشكل يناسب المرأة العاطفية و التي توافق طبيعتها , فهنا يجدر بالزوج أن يحورها بما يناسب زوجته التي تختلف عن الفتيات الأخريات داخل تلك الحلول .
الخميس 09 أغسطس 2012, 11:02 am من طرف engineer
» المشير أحمد اسماعيل علي
الخميس 09 فبراير 2012, 8:19 am من طرف engineer
» كلية الحاسبات و المعلومات
الخميس 09 فبراير 2012, 8:11 am من طرف engineer
» الدانقل ....اخر تطورات برامج واجهزة فك التشفير
السبت 14 مايو 2011, 12:26 pm من طرف engineer
» بقيت تسعة أيام على نهاية العالم.. توبوا إلى الله!!
الجمعة 13 مايو 2011, 1:53 am من طرف engineer
» هنا تجد الوظيفة الى عايزها بالمرتب الى تطلبة
الثلاثاء 12 أبريل 2011, 1:25 pm من طرف sara medo
» الشمس تشرق من الغرب فى كوكب المريخ ,,, افيقووووا ياعباد الله اقتربت الساعه
السبت 02 أبريل 2011, 1:00 pm من طرف engineer
» اكتشاف مكان يأجوج ومأجوج بالدليل القاطع والقرائن الواضحة
السبت 02 أبريل 2011, 12:54 pm من طرف engineer
» اكبر تجميعه لاضفات الفوتوشوب The most important 120.000 Items Designers
الجمعة 01 أبريل 2011, 5:00 pm من طرف engineer